شعر

الزّقورة

عبد الجبار الفياض

ا

لزّقورة

أنتِ
سجينٌ فيكِ أنا . . .
مُحاطٌ بأسورةٍ
لا يُنتزَعُ منها خيطُ هروب . . .
سجنٌ انفراديّ ورديّ
شقٌ من جنّة . . .
يالَسعادةِ صريعِ ليلى في جنونِه . . .
سجينِ قرطبةَ في ظلمتِه . . .
لمَنْ استودعَ بغدادَ قمراً في عذْلِه . . .
أيُّها العائمون فوقَ زَبدِ الخوْف
لكم تُوقدُ مَدى الدّهرِ الشّموع . . .
. . . . .
لحظاتٌ ذابلة
إلى وراءٍ
ترتَدّ
لعلّها تستنشقُ مخبوءاً
تيبّسَ في قبضةِ لُص . . .
ما أضمرَهُ جعفرُ عن عباستِه
بما لم تعرفْهُ مأساةٌ في جمجمةِ شكسبير . . .
ما ألذّهُ احتراقاً !
يُعيدُني بعيداً عمّا جناهُ تردُدي . . .
إيّاكِ
أحبَّ هذا الرّجلُ بما لهُ من باقٍ . . .
نِعْمَ جنةً
لا يتّسعُ عَرضُها إلآ لواحد . . .
. . . . .
لا تقنَطي
إنْ اطفأتِ في عيد ِميلادكِ شمعة
فما عدا سنواتِ العشقِ
يُحرَق . . .
مَنْ أنتِ لتكوني كُلَّ ما كتبتْ ؟
قصائدي الموشاةَ بارتعاشةِ عمرٍ
شرِبَ ثمالتَهُ حتى غصَّ في مغيبِه . . .
أأنتِ قصيدةٌ خليليّة
خرجتْ من بحرِهِ الوافرِ إلى شاطئِ عرائسِه ؟
التفتي لظلّكِ
فقد أتعبَهُ من ثماركِ ما ثَقُل . . .
فكيفَ لمَنْ حملَكِ بلا كتفيْن
محطاتٍ لا تعرفُه ؟
لكنّهُ
يعرفُها . . .
إنّها قِطَعٌ
قُدّتْ من سنواتِه . . .
لايستعيدُ خُطاهُ زَمَن !
. . . . .
أيَّتُها الزّقورةُ السّومريّة
سليلةَ ما أنجبتْ عشتار
معبدَاً لا يدخلُهُ إلآ أنا
سبقتُ
ما أنبأتْكِ بهِ ضاربةُ وَدَعٍ
تجمعُ ما تيسّرَ من سرابٍ غموساً لرغيف . . .
لم أملكْهُ
لكنّهُ لي !
لا يُفرّقُني عنه
ما أُنزلَ على هاروتَ وماروتَ في بابل . . .
عرافٌ . . .
أفرغي عليَّ عشقاً
يمسحُ ضَعفي
يرفعُني
إلى ما ارتقى إليهِ فارسٌ من حمدان . . .
عاشقٌ بسمعِهِ
رأى ما لم ترَهُ عيونُ البصرة !
أتعلمينَ أنَّ ممالكَ السّيفِ على الأرضِ
توارتْ ؟
ولِماخفقَ بهِ قلب
لم يزلْ
تحرسُهُ من الملائكةِ عيون !

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى