خواطر

الحمدلله ..

محمد فخري جلبي

إلى الأن والحمدلله لم أحصل على الجنسية الأوروبية الفاجرة اللعينة !!
يباغتني الخوف كلما فكرت بالأمر
وتختنق الكلمات بحنجرتي
وتتبعثر في الفراغ العاطفي
فالجنسية الأوروبية تستوجب التخلي عن جنسيتي الغافية في حاويات القمامة
والتي أورثتني لائحة أتهامات أستشهادية !!
فأنا ارهابي بالفطرة
مجرم بالوراثة
شهواني إلى مالانهاية
وجنسيتي وحسبنا الله .. عربية
صحيح بأن حامل الجنسية الأوروبية يحق له دخول جميع بلدان العالم مرفوع الرأس مهاب الجانب
ولكنه لايستطيع دخول مدن شيدت فقط لحاملي الجنسية العربية الأكارم
فأنا والحمدلله وبفضل جنسيتي المقدسة أدخل كل الأماكن التالية ..
مدن الحزن
عواصم الكأبة
جزر الجوع
مستشفيات الأمراض المستعصية
منتجعات التحقيق المجانية
زيارات أسبوعية لمنصات المشانق الصيفية
كما أنني أحمل بطاقة عضوية دائمة لدخول كرنفالات التعذيب الحزبية
فلما التعلل والندامة !!
ولما الهرب والأستكانة !!
كما أنني والشكر للمولى
محاصرا من جميع الأتجاهات
وممنوع من الصراخ والعتاب والمواء
منفيا داخل وطني قبل الولادة
آه لو أننا ماوصلنا إلى البويضة بخير وسلامة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى