1
القصة:
منذ أول لقاء، غدا كل شيء مكشوفا بينهما تبادلا نظرات… و أشياء أخرى… لكنه استيقظ من نومه ذات يوم… فوجد شعرهُ يتدلى طويلاً على كتفيه، و بقايا كحل على جفونه المرهقة… أما هي فقد أغمي عليها عندما اكتشفت غابة من الزغب الكثيف على صدرها.
2) العرض التحليلي النقدي:
سطورٌ مختصرة تحثنا على الغور بين ثناياها، من أجل استخلاص خبايا ما يكمن فيها. وعليه لابد من الخروج عن بودقة التقوقع الفكري الجامد والإبتعاد عن التساؤل: كيف حدث هذا؟ وأول استغراب نصادفه هو تركيز العلاقة العاطفية بلقاء واحد. تلك العلاقة التي بدت بنظرة وانتهت بأشياء أخرى، وتكون المفاجأة عند استيقاظه من نومه حيث انتقلت بعض صفات حبيبته إليه. إستطالة وتدلي شعره على كتفيه مع بقايا كحل على عينيه. ويفترض أن تكون هذه التغييرات مقبولة في الحلم لكن القاصة عكست الأمر عندما حولت الحلم إلى حقيقة، وهذا جائز في الأدب . وهنا يبدو انعكاس وتداعيات قوة اللقاء لدرجة الإنصهار النفسي والجسدي بينهما ومدى ارتياح الرجل بلقاءه مع حبيبته. ومن حرارة اللقاء نفهم بأنه قد تعرف عليها سابقاً لتشتعل حدة العواطف بينهما وهذا يعزز حرارة اللقاء الأول الذي عبرت عنه بانتقال وتبادل بعض الصفات بينهما بعملية مبالغة exaggeration بهدف عكس مدى الإنصهار في بودقة واحدة. وعليه فإن ما حدث للحبيب ما هو إلا دلالة سيميائية تعكس عمق العلاقة واللهفة التي تربطهما. وقد وضعنا النص وسط توريه فكرية غير اعتيادية ambiguity abnormal علينا إكتشاف ومضتها المستترة its hidden flash point.
لم تقل الدكتورة صوفيا السمان: بعد استيقاظه من حلمه، وإنما “…استيقظ من نومه…” وهنا اقتران النوم بالحلم حيث امتزج الأخير بالواقع عندما ذاب الإثنان معاً ليمتلك الحبيب حبيبته وتصبح جزءً منه من خلال امتلاكه مواصفات شعرها الذي يخيم عليه ويمنحه الأمان، وعينيها من خلال اقتران الكحل بهما. وقد يتحمل عقله الباطن صدمةَ ما حصل من اكتساب لمواصفات حبيبته لكن التغيرات التي توزعت على صدر حبيبته لم تكن بالهين عليها ” عندما اكتشفت غابة من الزغب الكثيف على صدرها.” وهذا إيحاء غير مباشر أرادت منه الكاتبة وبإبداع ان تقول بأن المرأة حريصةٌ على أنوثتها، وإن اكتشافها بالتأكيد كامن بعقله الباطن حيث تكون ردة فعلها عليه صادمة يسلبها بعض من انوثتها. وهذا أخطر صفة ترفظها المرأة وعندما تفيق الحبيبة، وهو افتراض جدلي، ستتحسس صدرها وبالتأكيد قد تتطلع إلى لقاء ثانٍ بالتأكيد، لإن الإغماء في الأصل لم يحصل..