دراسات و مقالات

إعراب ومعنى آيـــــــة

السعيد عبد العاطي مبارك

قال تعالي :
{ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ … }
” جزء من الآية 185 : سورة البقرة ”

بمناسبة حلول شهر رمضان الطيب المبارك ، اعاده الله علينا جميعا و علي أمتنا العربية و الاسلامية بالخير و اليمن و البركة و الطاعة الخالصة للخالق عز وجل ، ووفقنا صيامه و قيامه و تلاوة قرآنه …

نتوقف هنا مع بعض اعراب هذه الكلمات و بيان بعض معانيها المجمل ، في يسر ووضوح حتي تعم الفائدة من وراء هذا القصد النبيل ، للنهوض بالنطق و الكتابة السليمة بعيدا عن فساد اللسان و اليد و تفشي ظاهرة اللحن ، و فهم مقاصد الآيات النبيلة في كتاب ربنا العزيز الحكيم .

= مع الإعراب:
————–
(شهر) خبر لمبتدأ محذوف تقديره تلك الأيام.
(رمضان) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة وزيادة الألف والنون .
(الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت لشهر، أو لرمضان فيكون في محلّ جرّ .
(أنزل) فعل ماض مبنيّ للمجهول .
(في) حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزل).
(القرآن) نائب فاعل مرفوع .
(هدى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة .
(للناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لهدى .
(بيّنات) معطوفة على هدى بالواو منصوب مثله وعلامة النصب الكسرة .
(من الهدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لبيّنات وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف .
(الفرقان) معطوف على الهدى بالواو مجرور مثله الفاء عاطفة .
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ .
(شهد) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط..
والفاعل هو .
(من) حرف جرّ
و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من ضمير شهد
(الشهر) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي دخول الشهر، الفاء رابطة لجواب الشرط اللام لام الأمر الجازمة
(يصم) مضارع مجزوم والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول فيه، لأنه ضمير الظرف أي ليصم أيّامه.
= المعني :
——-
الشهر فيما قيل أصله من الشهرة ، و كذلك شهر الشهر إذا طلع هلاله .
وأما رمضان فإن بعض أهل المعرفة بلغة العرب كان يزعم أنه سمي بذلك :
لشدة الحر الذي كان يكون فيه حتى ترمض فيه الفصال .
كما يقال للشهر الذي يحج فيه ذو الحجة .
والذي يرتبع فيه ربيع الأول وربيع الآخر .

وأما مجاهد فإنه كان يكره أن يقال رمضان ويقول : لعله اسم من أسماء الله لكن نقول كما قال الله ” شهر رمضان ” .
وقد قرأه بعض القراء : { شهر رمضان } نصبا , بمعنى : كتب عليكم الصيام أن تصوموا شهر رمضان . وقرأه بعضهم نصبا بمعنى أن تصوموا شهر رمضان خير لكم إن كنتم تعلمون وقد يجوز أيضا نصبه على وجه الأمر بصومه كأنه قيل : شهر رمضان فصوموه , وجائز نصبه على الوقت كأنه قيل : كتب عليكم الصيام في شهر رمضان .الذي أنزل فيه القرآن .
فإنه ذكر أنه نزل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان , ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه .
أنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان , فجعل في بيت العزة .
عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال :
” نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان , وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان , وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت , وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان ” .
عن ابن عباس قال :
شهر رمضان , والليلة المباركة : ليلة القدر , فإن ليلة القدر هي الليلة المباركة , وهي من رمضان , نزل القرآن جملة واحدة .
أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء جملة واحدة , ثم فرق في السنين بعد .
{ هدى للناس } فإنه يعني رشادا للناس إلى سبيل الحق وقصد المنهج .وبينات من الهدى
وأما قوله : { وبينات } فإنه يعني : وواضحات من الهدى , يعني من البيان الدال على حدود الله وفرائضه وحلاله وحرامه .والفرقان

وقوله : { والفرقان } يعني : والفصل بين الحق والباطل .

عن السدي : أما { وبينات من الهدى والفرقان } فبينات من الحلال والحرام .فمن شهد منكم الشهر فليصمه …

القول في تأويل قوله تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }
فقد اختلف أهل التأويل في معنى شهود الشهر .
فقال بعضهم : هو مقام المقيم في داره , قالوا : فمن دخل عليه شهر رمضان وهو مقيم في داره فعليه صوم الشهر كله , غاب بعد مسافر أو أقام فلم يبرح .

و عن ابن عباس في قوله : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } قال :
هو إهلاله بالدار . يريد إذا هل وهو مقيم .

و الخلاصة قال اابن عباس أنه قال في قوله :
{ فمن شهد منكم الشهر فليصمه } فإذا شهده وهو مقيم فعليه الصوم أقام أو سافر , وإن شهده وهو في سفر , فإن شاء صام وإن شاء فطر .

و في النهاية ندعو الله أن يوفقنا للعبادة الخالصة الحسنة لهذا الشهر العظيم آميــــــــن يا رب العالمين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى