شعر

أي موتة تليق بك يا ساعي البريد

عصام عبد المحسن

أي موتة
تليق بك
يا ساعي البريد
وقلبك
يحمل
كل رسائل العشق
والوجع
يحمل أمنيات الجهات الأربعة
وفواصل الضوء
و البكاء
ونعيق الغرابين
لقد شاهدتك مرات
تزيح الحدود
لتعبر بالأطفال
خلف كل الحدود
بلاخوف
فلا فرق عندك
أن دامت الحرب
وفرض الحصار
فأنت على خط النار
تتلقف القذائف
تبتلعها قبل الارتطام
تفقدها دويها
بصوتك
تستجمع النبضات المتشظية
في المعارك
بحقيبتك
تطرق بها الأبواب
قلوب راقصة
فترقص كل البنايات الحزينة
على إيقاع خطواتك
فتهيج آلام البعاد
مضطربة
تتباعد
كأدخنة الحرائق
تتلاشى
بين خطوط الشمس
المشكلة
على السطور
صلوات حنين
لا تنزف
من جرحها العميق
الممتد
بطول الصحراء
الغائر
بحجم المسافات
وتقطر
من الشفتين
كحليب الثديين
قطرات اشتهاءها
بعدد النجمات
الواقفة على الخط الفاصل
تتبادل النظر بينهم
لتشبع
كل جياع اللهفة
بين الحجرات
و العيون الحائرة
بين الشرفات
تسأل الطير
عن غناءه
والصفصاف
عن بيوت الحصى
والرقية
عن جمرها
والأسرة
عن حرارة الصقيع
يا ساعي البريد
يا مختزل العالم
داخل صندوقك
المحتضر
الآن
تفترش حقيبتك الفارغة
ورداءك الصدأ
الأن
رسائلنا
لا تحميل طابع بريد
تتشبع
بطبائع الانتظار
تملأ جزيئاتها الالكترونية
فراغنا الأزرق
منتزع منها الحنين
أنفاسها
لاهثة
والمداد
بين عروقكك
تجفف
كقطرات الخجل
على الوجوه
يا ساعي للهناك
أعرف
أنك
لا تريد تلك الرسالات
أن تحملك
وتحتضن موتتك
فضع شعار وجهتك
على الباب
واكتب وصيتك
فآى رسائل الغربة
منك
تريدها
أن تطرق الأبواب
علينا بالحنين
إليك ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى