دعني على جُنْح النسيمِ مُسافِــــــرا *** صوبَ المرابعِ كي أظلَّ سعيـــــدا
فعسى نُعيدُ الحُبَّ من عهدِ الصِّبَـــا *** بعد القَطيعةِ يا عساهُ مديــــــــــــدا
فإذا شَرِبْنا الكأسَ مع طيرِ الرُّبَــــــا *** حتى ارتوينا قد نراها تميـــــــــــدا
فهناك دعنا نلتقي أطيـارَهـــــــــــــا *** كلٌّ تغنى صادحَا غرِّيــــــــــــــــدا
وإذا الخمائلُ فُتِّحَتْ أزهارُهُــــــــــا *** بعدَ الغُروبِ تُرَدِّدُ التَّنْهيـــــــــــــدا
يا ويح قلبي إذْ يَذُوبُ صَبَابَــــــــــةً *** صعبٌ إذا رضيَ الحياةَ وحيــــــدا
كم كنتُ أشْتَاقُ المَزَارَ بِغُربتـــــــي *** والشوقُ يُعطِي للمَزَارِ مَزيـــــــــدا
عاتبتُ آلامِي على إيلامِهـــــــــــــا *** أمدَا وما كان العِتَابُ مُفيـــــــــــــدا
أيقنْتُ بالليلِ الطَّويلِ مُؤَكِّــــــــــــدَاً *** أنَّ الجِراحَ النازفاتِ أكيـــــــــــــدا
كمٍ طالَ ليلي ساهرا متأمِّــــــــــــلاً *** والمُرْتَجَى في النَّفْسِ كانَ بعيــــــدا
أزِفَ الرَّحيلُ إليكِ هل أشْتَاقُــــــــهُ *** والجُرحُ أمسى نازفاً وعنيــــــــــدا
عانيتُ من مُرِّ الفراقِ بغُرْبَتِـــــــي *** مَنَّيتُ فيها أنْ أعيشُ رشيــــــــــــدا
لا غُرْبتي رحِمَتْ ولا أزِفَ الهـوى *** نحوَ الرَّحِيلَ فهل أعيشُ شَرِيـــــــدا
منذُ التَقَيْتُكِ لا أرى غيرَ الــــــرَّدى *** يَمضي إلى ثَغْرِ الزَّمانِ بلـيـــــــــدا
أمَّا الَّذي أعيَاكِ حُبَّا لم يَــــــــــــزَلْ *** بؤساً وَحَقُّكِ لا يزالُ شديـــــــــــــدا
هلْ تَرتجي مني سَمَاحاً يا تُــــــرى *** ألقى لمِثلِكِ في الحياةِ نديـــــــــــــدا
عجبا لمن تَخِذَ اللئَامَةَ والأســـــــى *** فيها يُرَاوِدُ خافقا ووريـــــــــــــــــدا
إنَّ الذي أغْنَاكِ عنِّي قَــــــــــــــادِرٌ *** أنْ يَجْتَبيني كي أعيشَ سعيـــــــــدا