أرحني قبل الرحيل ٠٠ الشاعرة و الكاتبة المغربية زهرة لمهاجي٠

 

” سألت العمر هل ضاعت سنيني
سؤال قد افاق كرى خيالي
جوابك لاجواب ياخليلي
أعدت مسائلا اسفا سؤالي
فيا عز الرجال ولب قلبي
رجوتك لا تمانع في وصالي
اليك لقد شكوت ومنك اشكو
مواويل الشجون فدى لغالي
منى نفسي اضمك في اقتراني
وصالك دعوتي ومن الدلال
وقربك جل حلمي كم جميل
جمال ليس مثله في الجمال
وبعدك انما موت بطيء
ونأيك قد يزيد بي اشتعالي
احبك كم بقيت بكم اغني
واغنيتي حسبتك . لا اغالي
ارى اللعنات لو فارقت دربي
فلن ارضى سواك من الرجال ٠٠ ” ٠
( من قصيدة : كن حلالي )
——–

أن الابداع الفني النسائي في المملكة المغربية يتصدر ساحة الثقافة بجانب الرجل حول قضايا إنسانية و مجتمعية تؤرق الإنسان المبدع الفن ٠٠
و قد عبرت عنها المرأة المغربية بمصداقية مؤثرة علي ارض الواقع في تلقائية و مباشرة في شتي فنون الادب العربي المعاصر من رواية أو مقال و قصيدة عمودية و تفعيلة حر ، بجانب قصيدة النثر التي وجدت فيها نفسها بزحم تصور زوايا الحياة من منظور متجدد حداثي يواكب روح العصر بمفردات جديدة ٠٠٠
و ها نحن نتوقف مع شاعرة و كاتبة تربوية ( زهرة لمهاجي ) حيث تتقدم في جرأة تقتحم هذا الانتاج الادبي مع رائدات مغربيات ذات برنامج يشرق مع منتديات و صالونات الابداع العربي و المسابقات في المحافل العلمية و الخيرية و مؤسسات تنهض بدور المرأة عن كثب تعالج بقلمها المستنير مفاهيم تطفو علي الساحة ٠٠
و عندما نطالع رحلتنا مع إبداعها الشعري كأننا في بيئة الأندلس ذات الطبيعة الجميلة ، و نشعر كأننا تتجول وصلا الموشحات الأندلس و موضوعات الشعر الغزلي بين ذكريات ابن زيدون وولادة ، و ابن عمار و ابن زهر و نزهون ، في سلسلة تعيد أمحادنا من جديد تارة أخري ، و لم لا و هذا ملاحظ لمن يتعمق في لوحاتها الشعرية الرائعة يرصد موازنات تأصيلية بروح المعاصرة ٠
نشأتها:
———-
ولدت الشاعرة و الكاتبة زهرة لمهاجي بالمغرب ، تعمل أستاذة بالتربية و التعليم ٠

لها نشاطها الرياضي ٠
عضو بالمكتب الوطني للفيدرالية الوطنية
عضو المكتب الاقليمي للفيدرالية٠
عضو بجمعية المشكاة لأمراض الراس والصرع
مستشار منظمة كشافة سفراء السلام للتخييم٠
أمين مال بثانوية
كاتب لاعدادتين ٠
فاعلة في المجتمع المدني منذ 16 سنة٠

مدرسة سابقة لقواعد تجويد القرآن وتحفيظه
مدرسة سابقة لمحو الامية ٠
صاحبة منتدى زهرة المغرب الادبي٠

* و قد نالت عدة جوائز و شهادات و وكريمات في مسابقات و لقاءات تعزيزا لدورها الإبداعي و عملها داخل المؤسسات المختلفة ٠
حول الابداع :
———-
و شاعرتنا تمتلك لغة عذبة و صور فنية تستوحاها من بيئتها الجميلة و تتقارب مع بحور الشعر تعزف علي أوتار قيثارته المحترقة بدموع العشق ٠٠
فقدمت لنا لوحاتها الملونة و المختلفة في إطار القصيدة العمودية المحكمة بكافة خصائصها الفنية و قصيدة التفعيلة التي لها عمق تجربتها المتدفقة ، و قصيدة الحداثة التي تنثر زهورها في مناحي الحياة اليومية في متواليات راقية ، أضف الي الكتابات و المجموعة القصصية ، انها المهاجية التي ألفت ا الشدو و الغناء بين ظلال حديقتها الفيحاء ٠٠٠
و قد ترجمت قصائدها الي اللغة الفرنسية ٠
* و من دواوينها :
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
= ديوان ( ارحني قبل الرحيل ) ٠
= ديوان ( وجع العيد )٠

انها فيلسوفة العشق الأندلسية من منظور معاصر تزف لنا أنشودتها في ثوبها المدني الجديد بروح العصر و بوح محترق أليست هي القائلة عن الموعد المرتقب اذا جني الليل كما همست من قبل ولادة بنت المستكفي في محراب العشق الي ابن زيدون صاحبة النونية الخالدة ٠٠

*فراق/ قبل اللقاء**
قد شاقني ألقى الفؤاد سليبا
فالعشق يسري من هواك دبيبا
مادمع عيني في الهيام .عزاء لي
من سوط سقمي ارتضي التعذيبا
ما الصبر عوني في الدجى.وكانما
من ثقل احزاني انوح كئيبا
مالي خصيم بعد شوقك . انني
ليل الكرى كم استعدت نحييبا
من بعد انسك قد هجرت مسرتي
املي وصالك قد فقدت حبيبا
عدني بانك سوف تفرح مهجتي
املي اضمك ان غدوت سليبا
لاتفرحن الواشيات بفرقتي
فانا بحبك ارتجيك قريبا ٠

مختارات من ابداعاتها:
——————————
و نتوقف مع نص يحمل مدلول عنوان ديوانها حيث جماليات النص ( ارحني قبل الرحيل ) فانطلق منه الي ذكريات الصبا فتقول لمهاجي :
ارحني قبل هجرك لي
وهات الوجه اقبله
واسمع نبضك الوجل
على قلبي ساجعله
أرى ذا الحب يملكني
وكل العشق احمله
وان الشوق يربكني
ومنك العطر انهله
سابحث عن اناملك
وخط الكف اعمله
وعن حب الهوى ابدا
لكل الارض انقله
وتشبه حبة الزعتر
بها المعروف نامله
ووجهك قبل مرتحلك
فدعني كي اكلله
اترضى يشترى ولهي
برخص مزاد تقبله
وأنك تعتلي زمني
بغير رضاي تهمله
الشاعرة /زهرة لمهاجي.المغرب
2019/6/10
—-
و تقول في نص خليلي ثقافية القاف تصف معاناة الإنسان بين التحديات حيث تصرح تحت عنوان ” ظلم الرعية ” فتقول زهرة لمهاجي :
إن الرعية في بلادك تمحق
وأنا المتيم في رحابك اسحق
طغواك .صار الطيف يشكو خيفة
وجياع بخلك تستميت وتشهق
كم من مظالمكم أعاني.ويلة
وأجوع من كنف الملوك وازهق
والظلم طوق حول عنقي مؤلم
قد صرت ثكلى والدموع ترقرق
لم احظ في طيب ولم اك قانعا
ثكلى مصابات الفراق..يؤرق
والحرب في وطني تضرج وجنتي
من حرقة العبرات كدت امزق
فمتى مآلي أن اعيش مظالما
ياليتني من قبل لم اك اخلق
ماذا تقول لدمع ارملة بكت
ماذنبها من فرط كربك تصعق؟
من قتل زوج فقيرة لم تستطع
دمع اليتيم بلا هوادة يهرق
ستذوق من نار المهانة صاغرا
أو من بحار الذل فيه ستغرق

الشاعرة زهرة لمهاجي/المغرب
2019/6/4
—-
و ترجمة قصيدة (وجع العيد ) للشاعرة زهرة المهاجي باللغة الفرنسية حيث تقول فيها :
**وجع العيد **
أنا العيد
ولك
مجاف
امر على زقاقك
مغاف
لبابك لاطارقا
ولا مستهدف
أبكيك
أدميك
وأنت علي
متلهف
أجرعك
الحرمان
قرف
سم علقم
زعاف
—–
يااااعيد
غلطان يامن تسمي نفسك
بالفرحة مترف
فالأيام صارت في عهدتي
لا تختلف
قسما لو لا تختلف لم تكن سنة الله
لما كنت بها
معترف
فأنا للحزن
مؤتلف
ادمنت الغربة
وبها التحف
وللبهجة لااقترب
ووزرها
لااقترف
المقل من
الادمع
جفت
ولك يافرحة
العيد
لااتزلف
سلوا امي
لقد نطقت
قبل ان
اقف
وعن صبيان
الحارة كنت
اختلف
وقفت مودعا
هودج الطفولة
بلا أسف
فحين دنوت منك
ياعيد اصابني منك
القصف
يامن تدعي الفرح
والاحساس
رهف
اكمل طريقك
وإلي لاتلتفت
لاحلوى العيد
تغريني
ولاكسوة العيد
التحف
فانا مختلف
خرق يتم
تقويني
وأسمال
رغيف تكفيني
حضنك يا فرح
لايشبهني
ولايستهويني
طقوسك عني
كفكف
وزغاريدك
عني
اصرف ٠

هذه كانت قراءات سريعة لعالم الشاعرة و الكاتبة المغربية زهرة المهاجي ، التي تمتلك رصيد كبير من الإنتاج الإبداعي المتنوع بين العمودي و الحر التفعيلة و المنثور بحس الحداثة داخل وحدتها الفنية و لغة رصينة سهلة و أسلوب حواري تأملي جمالي مع صور راقية تعكسها موسيقي الإيقاع التي تواكب الحدث نظما و تعد صوت نسائي رائد في بلاد المغرب تقدم مشروعها الذي يحمل رسالة صادقة مؤثرة للمجتمع تعيش همومه و أفراحه عن كثب دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله ٠