خواطر

أخاف :خاطرة بقلم لينة معايش

أخاف كثيرا حينَ أرى امرأةً عجوزا ، لا أستطيع استيعاب حقيقة أنّي في يوم ما سأكونُ كذلك ! أرتعب من فكرة تقدّمي في العُمُر حتّى أنّي قبل أسابيع بكيتُ كثيرا لأنيّ بلغت العشرين عاما ، عِقدين من الزمن مرّا على وجودي ، كأنهما ثانيتين …
قريبا جدا سأصبِح سبعينية ! هذا إن لم يتوفني المولى قبل ذلك …
لا أعلم وقتها نوع النساء الذي سأكون عليه ، كما أني لا أعلم هل سأكون جدّة أم لا …
كلُّ هؤلاء الذين هم حولي الآن هل سيظلون كذلك ؟ وإن لم يكونو أتراني أذكرهم ؟
في ذلك اليوم حين أفقد قوّتي وجمالي ، هل سأجد من يُحِبّني ، وأنا مع كل ذلك العجز و الوهَن هل سأستمر في حُبّ النّاس ؟!
ضجيج الأطفال و ضَحكهم الذي يمثل صورة من صُوَرِ السّعادة لي الآن هل سيبقى كذلك ؟!
هل سيكون لي أبناء ؟ و إن كانو هل سأراهم بجانبي ؟
أسأتمكن من الحفاظ على رِقتي أم سأكون قاسية ؟ هل سأرى الجمال جمالا ؟!
هل سيكون لي وقتها شيئ كلما نظرتُ إليه أو تذكّرته يعزيني على مرور تلك السنوات ؛شيئا يقول لي بأن حياتي كان لها معنى ، يُخبرني بأنّ تلك التّجاعيد وذلك الوهن هما الثمن الذي أعطيه إلى الزمن لأنّي حصلتُ عليه …!
هل سأكون قد بلغت ولو جزءا بسيطا من تحقيق الغاية الأسمى التي خُلِقتُ لأجلها ..
#هذيان_صباحي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى